المشكلات التي تواجهة دارسي الظواهر الغامضة


هناك الكثير من الظواهر الغامضة والالغاز المستعصية على الحل, وقد تكون هذه الالغاز او الظواهر الغامضة حقيقة ولها تفسيرات ماورائية مجهولة او تكون حقيقة ولكن لها تفسيرات مادية بسيطة , كما ان بعض الظواهر تكون نادرة الحدوث فلا يتوفر للباحثين المعلومات الكافية والادلة الصالحة للبحث فمثل هذا النوع من الظواهر خارج طاولة البحث ويبقى متداولاُ بين افواه الناس , ولا ننسى ايضا تلك الظواهر الملفقة والمزوٌره فهي كثيره جدا خصوصا في زمن تطوٌر التقنيات المرئية وسرعة انتشار المعلومة , وفي هذا المقال لن نتحدث عن الالغاز والظواهر بعينها وانما سوف نتحدث عن ابرز المشكلات التي تواجهة الباحثين في هذه الظواهر الغامضة

إن ابرز مشكلتين تواجهه الباحثين وتسبب في ضياع جهودهم وإفلات اسرار الظاهرة من بين أيديهم ,, هي وسائل الاعلام بكافة اشكالها المرئية والمقروءة والمطبوعة , وشهادات الشهود ,, فهذه اهم عوامل التخريب ان صح التعبير ولعلنا نذكر بشيء من التفصيل تاثيرها السلبي على جهود الدارسين والباحثين في علوم الظواهر الغامضة وعلى جعل بعض الظواهر الحقيقية خرافة غير قابلة للتصديق

& وسائل الاعلام

إن وسائل الاعلام سواءً اكانت دور نشر او محطات فضائية او كانوا افراد صحفيين ومقدمي برامج , غالبا تلك الوسائل هي مؤسسات تجارية في النهاية , وكذالك على مستوى الافراد فالصحفي يبحث عن السبق الصحفي والمقدم يبحث عن عدد المشاهدين وبالتالي تعود على اشخاصهم بفوائد مادية ومهنية , فستلاحظ في عالمنا العربي بعض القنوات او بعض مقدمي البرامج من مثل هذا النوع يبدأ بتقديم برامج تتعلق بالماسونية والزئق الاحمر او السحر واستخراج الجن وعلاج الممسوسين وغيرها من البرامج المستهلكة ,,  بينما في الغرب الوضع يختلف قليلاً فحجم القراء والسوق هناك اكبر بكثير من العالم العربي وقد يصل حجم سوق الكتاب هناك الى مزانيات بعض الدول العربية لذالك وسائل الاعلام هناك تطوٌر في الافكار والاحداث والظواهر بهدف المحافظة على مستوى الكسب المادي والبقاء في ساحة الميدان امام المنافسين الكثر الذي يتسابقون على حصد الجماهير والاموال , ويدعمهم في ذالك الجمهور القاريء والاعلام الحر وسوق مالي كبير مجدي من الناحية  المادية وهذا مالا يتوفر في العالم العربي الذي ظل الى اليوم يتحدث عن مثلث برمودا والزئبق الاحمر والسحر والماسونية واستخراج الجان.. الخ  من القصص المستهلكة تجارياً والممله  , وبنفس السيناريو والقصص والاحداث لاجديد سوى اعادة طبع الكتاب واجتراره من جديد

فكثرت القنوات الخاصة في الغرب وكثرت المهتمين والمتابعين بهذا النوع من البرامج وحجم السوق المالي من العوائد يجعل تلك القنوات التجارية و هؤلاء المستثمرين في تجدد دائم , لايمر عام  إلا وتجد مئات الكتب حديثة الاصدار التي تتحدث عن ظواهر وغرائب جديدة وبأشكال والالوان مختلفه ومتجدده حتى وان كانت تتحدث عن ظواهر معروفة خصوصا تلك الظواهر الكلاسيكية التي لايموت سوقها التجاري , وايضا على مستوى القنوات تجد برامج تنجح في كسب صدى جماهيري بسبب ماتحمله من اثارة وتشويق اغلبه مصطنع ومزيف ومتفق عليه  , ولعلك شاهدت بعض البرامج الشهيرة التي تم كشف حقائقها واتضح انها مزيفه بعد ان كان عدد مشاهديها يفوق 14 مليون في الاسبوع !!

لم نصل بعد الى الان في عالمنا العربي الى هذا المستوى من الفبركة بسبب عدم جدوى سوق تلك البرامج فأغلب التزيف تجده في البرامج المسلية مثل برامج الكميرا الخفية او تلك البرامج التي تتحدث عن السحر والمشعوذين والممسوسين وغيرها من البرامج الشعبية وربما في المستقبل سوف ندخل في هذه المرحلة عندما ينجح احدهم في صناعة برنامج جماهيري وصناعة سوق لها يجذب المستثمرين من كتٌاب واعلاميين وقنوات ودور نشر

لذا يواجهه الباحثون مشكلة هؤلاء المسثثمرين ما أن يظهر ظاهره تحمل ملاح الحقيقة إلا وتجد انقضاض هائل عليها من قبل وسائل الاعلام ودور النشر والمؤلفين والكتٌاب للاستثمار فيها والكل يطلق عنان خيالة حتى تنتفخ ووتتضخم وتصبح هذه الظاهره محمله بالكثير من الخزعبلات والاكاذيب التي تستعصي على التصديق وتضيع معها الحقيقة ويضيع الخيط الذي امسك به الباحثون في هذه الدوامة الهائلة من المستثمرين التجاريين , فعلى سبيل المثال عندما يتم اكتشاف رسومات مجهولة المصدر تشاهد من الطائرة في الاعلى ويكون مصدر هذه الرسومات مجهولاً سواءاً كان بفعل فاعل او نتيجة عوامل طبيعية اخرى , ستجد هذا الحدث جاذب للمستثمرين وتقوم بعض القنوات او بعض الصحفيين بالتعاقد من محترفيين يقومون برسم روسومات على الارض او داخل الحقول لاتشاهد الا من الاعلى حتى يجعلون منها قصة قابلة للتصديق وحدثاً يستثمرون فيه , ويضيع بذالك الحدث الاهم والذي يستحق الدراسة ,  ومثال اخر بعض القنوات لديها مايسمون بصائدي الاشباح وان كان هناك اشخاص حقيقيون بعملون بشكل علمي في هذا المجال ولا يشك فيهم إلا ان بعض القنوات التجارية لديها فريق منهم يقدمون حلقات اسبوعة لتلك المواقع المسكونة بالاشباح والتي يزورونها ويقضون فيها ليلة كاملة , اغلب مايعرض في تلك الحلقات مفبرك بهدف اثارة المشاهد وكسب الجماهير
حتى في علمنا العربي ظهور بعض القنوات  التي يظهر فيها بعض السحرة الذين من خلال معرفة اسم الام يُحضر برينت كامل بالمعلومات عن الشخص حتى اسمه واسم ابوه والامراض التي يعاني منها ولو قرأت كل كتب السحر الشرقية والغربية ودرست الموروث السحري في افريقيا لن تجد وصفه سحرية تجعل الشخص يعرف كل هذه المعلومات من خلال اسم الام , انما هي قناة تجارية تبحث عن مشاهدين واموال متصلين وتفبرك الاتصالات وقد حاول سابقاً بعض الباحثين العرب الاتصال بالقناة واستمر اكثر من شهر لم يظهر مره واحده على الهواء ,  اغلب من يظهر على الهواء متصلاً مجرد اشخاص متفق معهم بمقابل قدر معيٌن من قيمة الاتصال, وللاسف الكثير من المشاهدين يصدقونها وينسبونها الى الجن !! منذ متى كان السحر بهذه الصورة !!

هذا مايخص القنوات اما الكتب فحدث ولا حرج وبختصار ولكي تكون على معرفة ودارية خذ هذه المعلومة النافعه لك
اذا قراءة كتباُ يتحدث فيه عن ظاهرة غريبة ويستند فيها الى اقوال شهود العينان ويتهم فيها الحكومة بأخفاء الحقائق فتأكد انك تقرأ كتاباً تجارياً من خيالات مؤلفة الذي يريد اضفاء الاثارة والتشويق من خلال هذه المنافذ المفضلة للكتٌاب , مثلها  مثل الصحف الصفراء لا تاخذها على محمل الجد فاغلها ليست من الحقيقة في شيء , وليست اكثر من كتب تجارية تريد اخراج مافي جيبك

& شهادات الشهود

لدى الباحثين في الظواهر عرف متعارف عليه وهو ان شهادات الشهود لاتعتبر دليلاً وانما تؤخذ للاستئناس والمساعدة في البحث في حال عدم توفر ادلة كافية ولن يقتنع معهد اكاديمي او بحثي بشيء يكون مصدره شهادات الشهود فقط بدون ادلة مادية داعمة , والسبب يعود الى ان الشهود فئتين , فئة كحال تلك الوسائل الاعلامية ولكن ليس بهدف مادي وانما حب الظهور في الوسائل الاعلامية والبقاء تحت الاضواء , فلدى كل انسان رغبه للظهور بحسب مايناسبه هناك من يتمنى ان يكون ضيفاً في برنامج يناقش تلك الظاهرة التي هو احد شهودها وهناك من يريد ان يكون في برنامج وثائقي وهناك من يريد ان يكسبب عدد زوار لقناته على اليوتيب ..الخ فكل شخص يريد ان يجعل من قصته حديثاً للناس مابين مختلق للشهادة او مفبرك للمادة المرئية التي يحملها كدليل على صدق ظاهرة ما
اذا اختلقت ظاهرة من خيالك فلن تجد صعوبة في الحصول على مئات الشهود حتى بدون الاتفاق معهم , هوس الناس وولعهم بالظواهر الغريبة وحب الظهور تحت الاضواء يجعل الحصول على الشهود امراً ميسراً . لذالك لا احد يعتمد على شهادات الشهود

الفئة الثانية من الشهود هي تلك الفئة التي تعاني اصلا من مشاكل صحية و نفسية فاغالباً المصابون بالذهان او تلك الامراض التي تكون من اعراضها الهلاوس قد تظهر على شخص طبيعي ولكن يرى ويسمع اشياء ليس لها وجود وهذا ناتج عن المرض وليس عن حقيقة مايرى , وغالبا مريض الذهان يشعر ان هناك قوى خفية تتحكم في البشر وفي عقول الناس ولا يصدق انه يعيش في هلاوس نتيجة المرض الذي يعاني منه , لان المخ صنع له هذا العالم كما يصنع المخ الاحلام للشخص الطبييعي والشخص الطبييعي اثناء الحلم لايستطيع معرفة حقيقة واقعه ولا يستهجن مايراه من تناقضات في حلمه الا بعد ان يستيقظ  فلو مثلا شاهدة اخاه في الحلم على هيئة شخص اخر لن يتساءل لماذا او يستغرب ظهور اخاه بهذا الشكل , يعش في تفاعل تام مع العالم الذي صنعه المخ له , فهذا لايختلف كثيرا عن مريض الذهان الذي يسمع ويرى اشياءاً ليس لها وجود , هي بالنسبة له حقيقة قد يسخر من المشككين بأقواله ولكنها في الواقع ليست حقيقة وانما من املاء المخ نتيجة الاعتلال الصحي
فهذه الفئة من الشهود هم الاكثرية خصوصا من يتحدثون عن اختطاف المخلوقات الفضائية لهم او زيارتهم في المنام او حتى معاشرتهم او كل مايدور في فلك تلك الادعاءات المخالفة للمنطق والواقع , وكثرت هؤلاء الشهود من هذه الفئة يعود الى الرغبة في اثبات حقيقة مايشاهدون ومايسمعون للناس وانه ليس من نتاج الوهم والخيال او الجنون والمرض , وهذا طبيعي لان مريض الذهان يعيش واقع اللحظة كما يعيشها الشخص الطبيعي اثناء الحلم لايستطيع الشخص الذي يحلم ان يدرك انه في حلم , كذالك مريض الذهان لايستطيع ان يدرك ان مايراه ويسمعه هو ناتج عن الاعتلال الصحي وعالم صنعه المخ المعتل وليست الواقع الحقيقي

ربما هذه ابرز المشكلات التي تواجة الباحثين في بعض الظواهر الغامضة وبعض هذه الظواهر لديها ادلة قوية بعيدة عن شهادات الشهود واستثمار وسائل الاعلام ولكن قلة الادلة وكثرت مايحيط بها من تزوير وتلفيق وخيالات يسقط  اهميتها ويعطي انطبعاً لدى المتابع بخرافيتها , وهذا ليس صحيحاً في كل الظواهر بعض الظواهر تحمل ادلة قوية بعيدة عن المستثمرين وشهادات الشهود الفردية ومع ذالك لاتزال محيرة , سأذكر مثالاً حصل في المكسيك في احدى ايام كسوف الشمس العام 1991 ميلادي عندما خرج المواطنين لتصوير حدث الكسوف وبعد انتهاء الكسوف وانقشاع الظلمة تفاجئوا بظهور طبق طائرة استطاعت اكثر من كميرا التقاطه وتصويرة من  مواقع مختلفة , فهو ليس حدث فردي او بشهادة فردية وانما حدث جماعي موثق بالادلة شاهده مجموعة من الناس امكن التحقق من صحتة بمقارنة الاشرطة وحتى كميرات المراقبة من مواقع متعددة ومقارنة موقع الطبق الذي ظهرفي هذه المقاطع المصورة , فقطعاً لم يكن ذالك التصوير مفبركاً او مختلقاً ولم يقل احداً انه شريط مفبرك لاستحالة ذالك طبعا , وانما رجٌح بعض المشككين ان ماظهر للناس هو كوكب الزهرة في ذالك اليوم , فعلى كل حال بغض النظر عن كونها صحن طائر او تحمل تفسير مادي طبيعي ستظل هناك دلائل لبعض الظواهر بمثل هذه القوة ولكن دخول المستثمرين والشهود على الخط شوٌش على المتابعين الصورة الحقيقة لبعض تلك  الظواهر الغامضة وماتحمله من ادلة حقيقة محيرة  !!

الحدث الذي تحدثت عنه في المقال للطبق الطائر الذي صور في المكسيك العالم 1991 ميلادي

& عند النقل ارجوا ذكر المصدر ,, والله الموفق 








0 التعليقات:

إرسال تعليق